391 - الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَجَلَّى لِلْقُلُوبِ بِالْعَظَمَةِ، وَاحْتَجَبَ عَنِ الأَبْصَارِ بِالْعِزَّةِ، وَاقْتَدَرَ عَلَى الأَشْيَاءِ بِالْقُدْرَةِ، فَلاَ الأَبْصارُ تَثْبُتُ لِرُؤْيَتِهِ، وَلاَ الأَوْهَامُ تَبْلُغُ كُنْهَ عَظَمَتِهِ. تَجَبَّرَ بالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ، وَتَعَطَّفَ بِالْعِزِّ وَالْبِرِّ وَالْجَلالِ، وَتَقَدَّسَ بِالْحُسْنِ وَالْجَمَالِ، وَتَمَجَّدَ بِالْفَخْرِ وَالْبَهَاءِ، وَتَجَلَّلَ بِالْمَجْدِ وَالآلاَءِ، وَاسْتَخْلَصَ بِالنُّورِ وَالضِّيَاءِ. خَالِقٌ لاَ نَظِيرَ لَهُ، وَأَحَدٌ لاَ نِدَّ لَهُ، وَوَاحِدٌ لاَ ضِدَّ لَهُ، وَصَمَدٌ لاَ كُفْوَ لَهُ، وَإِلَهٌ لاَ ثَانِيَ مَعَهُ، وَفَاطِرٌ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَرَازِقٌ لاَ مُعِينَ لَهُ. وَالأَوَّلُ بِلاَ زَوَالٍ، وَالدَّائِمُ بِلاَ فَنَاءٍ، وَالْقَائِمُ بِلاَ عَنَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ بِلاَ نِهَايَةٍ، وَالْمُبْدِئُ بِلاَ أَمَدٍ، وَالصَّانِعُ بِلاَ أَحَدٍ، وَالرَّبُّ بِلاَ شَرِيكٍ، وَالْفَاطِرُ بِلاَ كُلْفَةٍ، وَالْفَعَّالُ بِلاَ عَجْزٍ. لَيْسَ لَهُ حَدٌّ فِي مَكَانٍ، وَلاَ غَايَةٌ فِي زَمَانٍ. لَمْ يَزَلْ وَلاَ يَزُولُ، وَلَنْ يَزَالَ كَذلِكَ أَبَدًا، هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، الدَّائِمُ الْقَادِرُ الْحَكِيمُ
الصحيفة السجادية392 - الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَهُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ يَفِرُّونَ إِلَيْنَا -يقصد الملوك والأمراء- وَلَمْ يَجْعَلْنَا نَفِرُّ إِلَيْهِمْ
البداية والنهاية - لابن كثير393 - الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَقَنَ دِمَاءَكُمْ، وَأَحْرَزَ دِينَكُمْ
البداية والنهاية - لابن كثير394 - الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ بِقُوَّتِهِ، وَمَيَّزَ بَيْنَهُمَا بِقُدْرَتِهِ، وَجَعَلَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدّاً مَحْدُوداً، وَأَمَداً مَمْدُوداً ، يُولِجُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي صَاحِبِهِ، وَيُولِجُ صَاحِبَهُ فِيهِ بِتَقْدِيرٍ مِنْهُ لِلْعِبَادِ فِيمَا يَغْذُوهُمْ بِهِ وَيُنْشئُهُمْ عَلَيْهِ، فَخَلَقَ لَهُمُ اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ مِنْ حَرَكَاتِ التَّعَبِ، وَنَهَضَاتِ النَّصَبِ، وَجَعَلَهُ لِبَاساً لِيَلْبَسُوا مِنْ رَاحَتِهِ وَمَنَامِهِ، فَيَكُونَ ذَلِكَ جَمَاماً وَقُوَّةً، وَلِيَنَالُوا بِهِ لَذَّةً وَشَهْوَةً. وَخَلَقَ لَهُمُ النَّهارَ مُبْصِراً لِيَبْتَغُوا فِيهِ مِنْ فَضْلِهِ، وَلِيَتَسَبَّبُوا إِلَى رِزْقِهِ، وَيَسْرَحُوا فِي أَرْضِهِ، طَلَباً لِمَا فِيهِ نَيْلُ الْعَاجِلِ مِنْ دُنْيَاهُمْ، وَدَرَكُ الآجِلِ فِي أُخْرَاهُمْ. بِكُلِّ ذَلِكَ يُصْلِحُ شَأْنَهُمْ، وَيَبْلُو أَخْبَارَهُمْ، وَيَنْظُرُ كَيْفَ هُمْ فِي أَوْقَاتِ طَاعَتِهِ، وَمَنَازِلِ فُرُوضِهِ، وَمَوَاقِعِ أَحْكَامِهِ، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا، وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى
الصحيفة السجادية395 - الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي دَلَّنَا عَلَى التَّوْبَةِ الَّتِي لَمْ نُفِدْهَا إِلاَّ مِنْ فَضْلِهِ، فَلَوْ لَمْ نَعْتَدِدْ مِنْ فَضْلِهِ إِلاَّ بِهَا لَقَدْ حَسُنَ بَلاَؤُهُ عِنْدَنَا، وَجَلَّ إحْسَانُهُ إلَيْنَا، وَجَسُمَ فَضْلُهُ عَلَيْنَا، فَمَا هَكَذَا كَانَتْ سُنَّتُهُ فِي التَّوْبَةِ لِمَنْ كَانَ قَبْلَنَا. لَقَدْ وَضَعَ عَنَّا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَلَمْ يُكَلِّفْنَا إِلاَّ وُسْعاً، وَلَمْ يُجَشِّمْنَا إِلاَّ يُسْراً، وَلَمْ يَدَعْ لِأَحَدٍ مِنَّا حُجَّةً وَلاَ عُذْراً، فَالْهَالِكُ مِنَّا مَنْ هَلَكَ عَلَيْهِ، وَالسَّعِيدُ مِنَّا مَنْ رَغِبَ إلَيْهِ
الصحيفة السجادية