366 - إِلَهِي، تَصَاغَرَ عِنْدَ تَعَاظُمِ آلاَئِكَ شُكْرِي، وَتَضَاءَلَ فِي جَنْبِ إِكْرَامِكَ إِيَّايَ ثَنَائِي وَنَشْرِي، جَلَّلَتْنِي نِعَمُكَ مِنْ أَنْوَارِ الإِيمَانِ حُلَلاً، وَضَرَبَتْ عَلَيَّ لَطَائِفُ بِرِّكَ مِنَ الْعِزِّ كِلَلاً، وَقَلَّدْتَنِي مِنْكَ قَلاَئِدَ لاَ تُحَلُّ، وَطَوَّقْتَنِي أَطْوَاقَاً لاَ تُفَلُّ، فَآلاَؤُكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِسَانِي عَنْ إِحْصَائِها، وَنَعْمَاؤُكَ كَثِيرَةٌ قَصُرَ فَهْمِي عَنْ إِدْرَاكِهَا فَضْلاً عَنِ اسْتِقْصَائِها. فَكَيْفَ لِي بِتَحْصِيلِ الشُّكْرِ، وَشُكْرِي إيَّاكَ يَفْتَقِرُ إِلَى شُكْرٍ، فَكُلَّمَا قُلْتُ: لَكَ الْحَمْدُ، وَجَبَ عَلَيَّ لِذَلِكَ أَنْ أَقُولَ: لَكَ الْحَمْدُ
مناجاة الشاكرين - الصحيفة السجادية367 - إِلَهِي، دَعَوْتُكَ بِالدُّعَاءِ الَّذِي عَلَّمْتَنِيهِ، فَلاَ تَحْرِمْنِي الرَّجَاءَ الَّذِي عَرَّفْتَنِيهِ. إِلَهِي، مَا أَنْتَ صَانِعٌ بِعَبْدٍ مُقِرٍّ لَكَ بِذَنْبِهِ، خَاشِعٍ لَكَ بِذِلَّتِهِ، مُسْتَكِينٍ بِجُرْمِهِ، مُتَضَرِّعٍ إِلَيْكَ مِنْ عَمَلِهِ، تَائِبٍ إِلَيْكَ مِنِ اقْتِرَافِهِ، مُسْتَغْفِرٍ لَكَ مِنْ ظُلْمِهِ، مُبْتَهِلٍ إِلَيْكَ فِي العَفْوِ عَنْهُ، طَالِبٍ إِلَيْكَ نَجَاحَ حَوَائِجِهِ، رَاجٍ إِلَيْكَ فِي مَوْقِفِهِ مَعَ كَثْرَةِ ذُنُوبِهِ. فَيَا مَلْجَأَ كُلِّ حَيٍّ، وَوَلِيِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ، مَنْ أَحْسَنَ فَبِرَحْمَتِكَ يَفُوزُ، وَمَنْ أَخْطَأَ فَبِخَطِيئَتِهِ يَهْلَكُ
إحياء علوم الدين (كتاب أسرار الحج) - للغزالي368 - إِلَهِي، زَهِّدْنَا فِي الدُّنْيَا، وَسَلِّمْنَا مِنْها بِتَوْفِيقِكَ وَعِصْمَتِكَ، وَانْزَعْ عَنَّا جَلاَبِيبَ مُخَالَفَتِكَ، وَتَوَلَّ أُمُورَنَا بِحُسْنِ كِفَايَتِكَ، وَأَوْفِرْ مَزِيدَنَا مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ، وَأَجْمِلْ صِلاَتِنَا مِنْ فَيْضِ مَوَاهِبِكَ، وَاغْرِسْ فِي أَفْئِدَتِنَا أَشْجَارَ مَحَبَّتِكَ، وَأَتْمِمْ لَنَا أَنْوَارَ مَعْرِفَتِكَ، وَأَذِقْنَا حَلاَوَةَ عَفْوِكَ وَلَذَّةَ مَغْفِرَتِكَ، وَأَقْرِرْ أَعْيُنَنَا يَوْمَ لِقَائِكَ بِرُؤْيَتِكَ، وَأَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قُلُوبِنَا كَمَا فَعَلْتَ بِالصَّالِحِينَ مِنْ صَفْوَتِكَ، وَالأَبْرَارِ مِنْ خَاصَّتِكَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَيَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ
مناجاة الزاهدين - الصحيفة السجادية