361 - إِلَهِي، اسْتَشْفَعْتُ بِكَ إلَيْكَ، وَاسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْكَ، أَتَيْتُكَ طَامِعَاً فِي إِحْسَانِكَ، رَاغِباً فِي امْتِنَانِكَ، مُسْتَسْقِياً وَابِلَ طَوْلِكَ، مُسْتَمْطِراً غَمَامَ فَضْلِكَ، طَالِباً مَرْضَاتَكَ، قَاصِدًا جَنَابَكَ، وَارِداً شَرِيعَةَ رِفْدِكَ، مُلْتَمِساً سَنِيَّ الْخَيْرَاتِ مِنْ عِنْدِكَ، وافِدًا إِلَى حَضْرَةِ جَمَالِكَ، مُرِيداً وَجْهَكَ، طَارِقاً بَابَكَ، مُسْتَكِيناً لِعَظَمَتِكَ وَجَلاَلِكَ، فَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَلاَ تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ مِنَ الْعَذابِ وَالنِّقْمَةِ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
مناجاة الراغبين - الصحيفة السجادية362 - إِلَهِي، بِذَيْلِ كَرَمِكَ أَعْلَقْتُ يَدِي، وَلِنَيْلِ عَطَايَاكَ بَسَطْتُ أَمَلِي، فَأَخْلِصْنِي بِخَالِصَةِ تَوْحِيدِكَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ صَفْوَةِ عَبِيدِكَ، يَا مَنْ كُلُّ هارِبٍ إلَيْهِ يَلْتَجِئُ، وَكُلُّ طالِبٍ إيَّاهُ يَرْتَجِي، يَا خَيْرَ مَرْجُوٍّ، وَيَا أَكْرَمَ مَدْعُوٍّ، وَيَا مَنْ لا يُرَدُّ سَائِلُهُ، وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ، يَا مَنْ بابُهُ مَفْتُوحٌ لِدَاعِيهِ، وَحِجَابُهُ مَرْفُوعٌ لِرَاجِيهِ، أَسْأَلُكَ بِكَرَمِكَ أَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ مِنْ عَطَائِكَ بِمَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنِي، وَمِنْ رَجَائِكَ بِمَا تَطْمَئِنُّ بِهِ نَفْسِي، وَمِنَ الْيَقِينِ بِما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيَّ مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَتَجْلُو بِهِ عَنْ بَصِيرَتِي غَشَوَاتِ الْعَمَى، بِرَحْمتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
مناجاة الراجين - الصحيفة السجادية364 - إِلَهِي، بِكَ هَامَتِ الْقُلُوبُ الْوَالِهَةُ، وَعَلَى مَعْرِفَتِكَ جُمِعَتِ الْعُقُولُ الْمُتَبايِنَةُ، فَلاَ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ إِلاَّ بِذِكْرَاكَ، وَلاَ تَسْكُنُ النُّفُوسُ إِلاَّ عِنْدَ رُؤْيَاكَ، أَنْتَ الْمُسَبَّحُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالْمَعْبُودُ فِي كُلِّ زَمَانٍ، وَالْمَوْجُودُ فِي كُلِّ أَوَانٍ، وَالْمَدْعُوُّ بِكُلِّ لِسَانٍ، وَالْمُعَظَّمُ فِي كُلِّ جَنَانٍ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ لَذَّةٍ بِغَيْرِ ذِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ رَاحَةٍ بِغَيْرِ أُنْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ سُرُورٍ بِغَيْرِ قُرْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ شُغْلٍ بِغَيْرِ طَاعَتِكَ
مناجاة الذاكرين - الصحيفة السجادية365 - إِلَهِي، تَجَنَّبْتُ عَنْ طَاعَتِكَ عَمْدًا، وَتَوَجَّهْتُ إِلَى مَعْصِيَتِكَ قَصْدًا. فَسُبْحَانَكَ، مَا أَعْظَمَ حُجَّتَكَ عَلَيَّ، وأَكْرَمَ عَفْوَكَ عَنِّي. فَبِوُجُوبِ حُجَّتِكَ عَلَيَّ، وَانْقِطَاعِ حُجَّتِي عَنْكَ، وَفَقْرِي إِلَيْكَ، وَغِنَاكَ عَنِّي إِلاَّ غَفَرْتَ لِي. يَا خَيْرَ مَنْ دَعَاهُ دَاعٍ، وَأَفْضَلَ مَنْ رَجَاهُ رَاجٍ. بِحُرْمَةِ الإِسْلاَمِ، وَبِذِمَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ، فَاغْفِرْ لِي جَمِيعَ ذُنُوبِي، وَاصْرِفْنِي مِنْ مَوْقِفِي هَذَا، يَا مُقْضِيَ الْحَوَائِجِ، وَهَبْ لِي مَا سَأَلْتُ، وَحَقِّقْ رَجَائِي فِيمَا تَمَنَّيْتُ
إحياء علوم الدين (كتاب أسرار الحج) - للغزالي