346 - إِلَهِي، أَذْهَلَنِي عَنْ إِقَامَةِ شُكْرِكَ تَتَابُعُ طَوْلِكَ، وَأَعْجَزَنِي عَنْ إِحْصَاءِ ثَنَائِكَ فَيْضُ فَضْلِكَ، وَشَغَلَنِي عَنْ ذِكْرِ مَحَامِدِكَ تَرَادُفُ عَوَائِدِكَ، وَأَعْيَانِي عَنْ نَشْرِ عَوَارِفِكَ تَوَالِي أَيْدِيكَ. وَهذَا مَقَامُ مَنِ اعْتَرَفَ بِسُبُوغِ النَّعْمَاءِ وَقَابَلَهَا بِالتَّقْصِيرِ، وَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ بِالإِهْمَالِ وَالتَّضْيِيعِ، وَأَنْتَ الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ، الْبَرُّ الْكَرِيمُ، الَّذِي لاَ يُخَيِّبُ قَاصِدِيهِ، وَلا يَطْرُدُ عَنْ فِنَائِهِ آمِلِيهِ، بِسَاحَتِكَ تَحُطُّ رِحَالُ الرَّاجِينَ، وَبِعَرْصَتِكَ تَقِفُ آمَالُ الْمُسْتَرْفِدِينَ، فَلاَ تُقابِلْ آمَالَنا بِالتَّخْيِيبِ وَالإِيَاسِ، وَلا تُلْبِسْنا سِرْبَالَ الْقُنُوطِ وَالإِبْلاَسِ
مناجاة الشاكرين - الصحيفة السجادية347 - إِلَهِي، أَسْكَنْتَنَا دَاراً حَفَرَتْ لَنَا حُفَرَ مَكْرِهَا، وَعَلَّقَتْنَا بِأَيْدِي الْمَنَايَا فِي حَبَائِلِ غَدْرِهَا، فَإلَيْكَ نَلْتَجِئُ مِنْ مَكَائِدِ خُدَعِها، وَبِكَ نَعْتَصِمُ مِنَ الاغْتِرَارِ بِزَخَارِفِ زِينَتِهَا، فَإنَّهَا الْمُهْلِكَةُ طُلاَّبَهَا، الْمُتْلِفَةُ حُلاَّلَهَا، الْمَحْشُوَّةُ بِالآفَاتِ، الْمَشْحُونَةُ بِالنَّكَباتِ
مناجاة الزاهدين - الصحيفة السجادية348 - إِلَهِي، أَشْكُو إلَيْكَ عَدُوًّا يُضِلُّنِي، وَشَيْطانًا يَغْوِينِي، قَدْ مَلأَ بِالْوَسْوَاسِ صَدْرِي، وَأَحَاطَتْ هَوَاجِسُهُ بِقَلْبِي، يُعَاضِدُ لِيَ الْهَوَى، وَيُزَيِّنُ لِي حُبَّ الدُّنْيَا، وَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ الطَّاعَةِ وَالزُّلْفَى
مناجاة الشاكين - الصحيفة السجادية349 - إِلَهِي، أَلْبَسَتْنِي الْخَطايَا ثَوْبَ مَذَلَّتِي، وَجَلَّلَنِي التَّبَاعُدُ مِنْكَ لِبَاسَ مَسْكَنَتِي، وَأَمَاتَ قَلْبِي عَظِيمُ جِنَايَتِي، فَأَحْيِه بِتَوْبَةٍ مِنْكَ، يا أَمَلِي وَبُغْيَتِي، وَيا سُؤْلِي وَمُنْيَتِي، فَوَعِزَّتِكَ مَا أَجِدُ لِذُنُوبِي سِوَاكَ غَافِراً، وَلاَ أَرَى لِكَسْرِي غَيْرَكَ جَابِراً، وَقَدْ خَضَعْتُ بِالإِنَابَةِ إلَيْكَ، وَعَنَوْتُ بِالاسْتِكَانَةِ لَدَيْكَ، فَإِنْ طَرَدْتَنِي مِنْ بَابِكَ فَبِمَنْ أَلُوذُ؟ وَإنْ رَدَدْتَنِي عَنْ جَنَابِكَ فَبِمَنْ أَعُوذُ؟ فَوَا أَسَفَاهُ مِنْ خَجْلَتِي وَافْتِضَاحِي، وَوَالَهْفَاهُ مِنْ سُوءِ عَمَلِي وَاجْتِراحِي
مناجاة التائبين - الصحيفة السجادية350 - إِلَهِي، أَلْهِمْنَا ذِكْرَكَ فِي الْخَلاَءِ وَالْمَلاَءِ، وَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالإِعْلاَنِ وَالإِسْرَارِ، وَفِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَآنِسْنَا بِالذِّكْرِ الْخَفِيِّ، وَاسْتَعْمِلْنَا بِالْعَمَلِ الزَّكِيِّ، وَالسَّعْيِ الْمَرْضِيِّ، وَجَازِنَا بِالْمِيزَانِ الَوَفِيِّ
مناجاة الذاكرين - الصحيفة السجادية