2031 - سُبْحَانَكَ يَا مَنْ يُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ جَمِيعُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، فِي جَمِيعِ الأَمْكِنَةِ وَالأَوْقَاتِ، بِلِسَانِ مُحَمَّدِهِمْ -عَلَيْهِ أَكْمَلُ الصَّلَوَاتِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمَاتُ-، إِذْ هُوَ الَّذِي تَتَظَاهَرُ أَنْوَارُ تَسْبِيحَاتِهِ لَكَ مِنْ أَفْوَاهِ أَهْلِ الإِيمَانِ
المثنوي العربي النوري - للنورسي2032 - يا حَبِيبِي. وَحَقِّكَ لَوْلاَ يَقِينِي بِحُبِّكَ لَعَتِبْتُ عَلَيْكَ، وَلَوْلاَ عِلْمِي بِرَحْمَتِكَ لَشَكَوْتُكَ إِلَيْكَ، وَلَوْلاَ ثِقَتِي بِعَدْلِكَ لَاسْتَعْدَيْتُكَ عَلَيْكَ، وَلَوْلاَ رُؤْيَتِي نِعَمَكَ لَاسْتَبْطَأْتُ كَرِيمَ إِحْسَانِكَ. وَلَكِنِّي أَلْجَمْتُ الشَّكَّ بِاليَقِينِ، وَالتَّسَخُّطَ بِالرِّضَى، وَالتَّبَرُّمَ بِالصَّبْرِ. فَلَكَ مِنِّي يَا حَبِيبِي، رِضَا قَلْبِي وَإِنْ شَكَا لِسَانِي، وَهُدُوءُ نَفْسِي وَإِنْ بَكَتْ عُيُونِي، وَإِشْرَاقُ رُوحِي وَإِنْ تَجَهَّمَ وَجْهِي، وَأَمَلُ يَقِينِي وَإِنْ يَئِسَ جِسْمِي. فَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِصَنِيعِ مَا يَفْنَى مِنِّي، وَلَكَ مِمَّا أَعُودُ بِهِ إِلَيْكَ مَا تُحِبُّ
هكذا علمتني الحياة، ج1 - للسباعي2033 - يَا حَبِيبِي، أَنَا لَمْ أَرْقَ لِهَجِرِكَ الدَّمْعَ، وَلاَ جَافَيْتُ لِعَتْبِكَ الْمَضْجِعَ، وَلاَ تَرَكْتُ مِنْ أَجْلِكَ لَذِيذَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَلَكِنْ أَمَضَّنِي الْهَمُّ فِيكَ حَتَّى أَمْرَضَنِي، وَأَرْهَقَنِي السَّعْيُ إِلَيْكَ حَتَّى أَقْعَدَنِي. فَهَلْ شَافِعِي القِيَامُ بِهَذَا عَنِ التَّقْصِيرِ فِي ذَاكَ؟ وَهَلْ أَنْتَ مُسْعِفِي بِلَذِيذِ وِصَالِكَ، بَعْدَ طُولِ صُدُودِكَ؟ أَمْ أَنَّكَ لاَ تَرْضَى مِنْ مُحِبِّيكَ إِلاَّ أَنْ يَتَحَقَّقُوا بِكُلِّ خَصَائِصِ العُبُودِيَّةِ، وَأَنْ يَنْسَوْا أَنْفُسَهُمْ حَتَّى لاَ يَرَوْا غَيْرَ آلاَئِكَ، وَلاَ تُبْهِرَ أَبْصَارَهُمْ سِوَى أَنْوَارُكَ؟ وَأَنَّى لِي هَذَا إِلاَّ بِعَوْنِكَ وَرَحْمَتِكَ؟
هكذا علمتني الحياة، ج2 - للسباعي2034 - يَا حَبِيبِي، هَا أَنَا بَعْدَ خَمْسِ سِنِينَ لَمْ يَنْفَعْنِي عِلْمُ الأَطِبَّاءِ، وَلاَ أَفَادَتْنِي حِكْمَةُ الْحُكَمَاءِ، وَلاَ أَجْدَانِي عَطْفُ الأَصْدِقَاءِ، وَلاَ آذَتْنِي شَمَاتَةُ الأَعْدَاءِ، وَإِنَّمَا الَّذِي يُفِيدُنِي بَعْدَ اشْتِدَادِ الْمِحْنَةِ كِسْوَةُ الرَّضَا مِنْكَ، وَيَنْفَعُنِي بَعْدَ القُعُودِ عَنْكَ حُسْنُ القُدُومِ عَلَيْكَ، وَيُخَفِّفُ عَنِّي جَمِيلُ الرِّعَايَةِ لِمَنْ زَرَعْتَهُمْ بِيَدِكَ وَعَجَزْتُ بِمِحْنَتِي عَنْ مُتَابَعَةِ العِنَايَةِ بِهِمْ. وَمَنْ مِثْلُكَ، يَا حَبِيبِي، فِي صِدْقِ الوَفَاءِ، وَجَمِيلِ الرِّعَايَةِ، وَحُسْنِ الْخِلاَفَةِ؟ فَإِنْ قَضَيْتَ فِي أَمْرِكَ – وَهُوَ نَافِذٌ فِيَّ لاَ مَحَالَةَ – فَهُمْ وَأَرْضُهُمُ الطَّيِّبَةُ أَمَانَةٌ عِنْدَكَ، يَا مَنْ لاَ تَضِيعُ عِنْدَهُ الأَمَانَاتُ، وَلاَ يَخِيبُ فِيهِ الرَّجَاءُ، وَلاَ يُلْتَمَسُ مِنْ غَيْرِهِ الرَّحْمَةُ وَالإِحْسَانُ
هكذا علمتني الحياة، ج1 - للسباعي2035 - يَا حَيُّ، يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ نَسْتَغِيثُ. نَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ رَقَبَتُهُ، وَرَغِمَ لَكَ أَنْفُهُ، وَرَقَّ لَكَ قَلْبُهُ، وَفَاضَتْ لَكَ عَيْنَاهُ، أَنْ تَغْفِرَ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا
موقع الشبكة الإسلامية على الإنترنت