1742 - يَا رَبِّيَ الرَّحِيمُ، لَقَدْ أَدْرَكْتُ بِتَعْلِيمِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفَهِمْتُ مِنْ تَدْرِيسِ القُرْآنِ الْحَكِيمِ، أَنَّ الكُتُبَ المُقَدَّسَةَ جَمِيعَهَا، وَفِي مُقَدِّمَتِهَا القُرْآنُ الكَرِيمُ، وَالأَنْبِيَاءَ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- جَمِيعَهُمْ، وَفِي مُقَدِّمَتِهِمُ الرَّسُولُ الأَكْرَمُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَدُلُّونَ وَيَشْهَدُونَ وَيُشِيرُونَ بِالإِجْمَاعِ وَالاتِّفَاقِ إِلَى أَنَّ تَجَلِّيَاتِ الأَسْمَاءِ الْحُسْنَى -ذَاتِ الْجَلاَلِ وَالجَمَالِ- الظَّاهِرَةِ آثَارُهَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا، وَفِي العَوَالِمِ كَافَّةً، سَتَدُومُ دَوَاماً أَسْطَعَ وَأَبْهَرَ فِي أَبَدِ الآبَادِ. وَأَنَّ تَجَلِّيَاتِهَا ذَاتَ الرَّحْمَةِ، وَآلاَءَهَا المُشَاهَدَةِ نَمَاذِجُهَا فِي هَذَا العَالَمِ الفَانِي، سَتُثْمِرُ بِأَبْهَى نُورٍ وَأَعْظَمِ تَأَلُّقٍ، وَسَتَبْقَى دَوْماً فِي دَارِ السَّعَادَةِ. وَأَنَّ أُولَئِكَ المُشْتَاقِينَ الَّذِينَ يَتَمَلَّوْنَهَا -فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا القَصِيرَةِ بِلَهْفَةٍ وَشَوْقٍ- سَيُرَافِقُونَهَا بِالمَحَبَّةِ وَالوِدِّ، وَيَصْحَبُونَهَا إِلَى الأَبَدَ، وَيَظَلُّونَ مَعَهَا خَالِدِينَ. وَأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَهُمْ ذَوُو الأَرْوَاحِ النَّيِّرَةِ وَفِي مُقَدِّمَتِهِمْ الرَّسُولُ الأَكْرَمُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَجَمِيعَ الأَوْلِيَاءِ وَهُمْ أَقْطَابُ ذَوِي القُلُوبِ المُنَوَّرِةِ، وَجَمِيعَ الصِّدِّيقِينَ وَهُمْ مَنَابِعُ العُقُولِ النَّافِذَةِ النَّيِّرَةِ، كُلَّ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ إِيمَاناً رَاسِخاً عَمِيقاً بِالحَشْرِ، وَيَشْهَدُونَ عَلَيْهِ، وَيُبَشِّرُونَ البَشَرِيَّةَ بِالسَّعَادَةِ الأَبَدِيَّةِ، وَيُنْذِرُونَ أَهْلَ الضَّلاَلَةِ بِأَنَّ مَصِيرَهُمُ النَّارُ، وَيُبَشِّرُونَ أَهْلَ الهِدَايَةِ بِأَنَّ عَاقِبَتَهُمُ الْجَنَّةُ، مُسْتَنِدِينَ إِلَى مِئَاتِ المُعْجِزَاتِ البَاهِرَةِ وَالآيَاتِ القَاطِعَةِ، وَإِلَى مَا ذَكَرْتَهُ أَنْتَ، يَا رَبِّي، مِرَاراً وَتِكْرَاراً فِي الصُّحُفِ السَّمَاوِيَّةِ وَالكُتُبِ المُقَدَّسَةِ كُلِّهَا مِنْ آلاَفِ الوَعْدِ وَالوَعِيدِ، وَمُعْتَمِدِينَ عَلَى عِزَّةِ جَلاَلِكَ وَسُلْطَانِ رُبُوبِيَّتِكَ، وَشُؤُونِكَ الْجَلِيلَةِ، وَصِفَاتِكَ المُقَدَّسَةِ (كَالقُدْرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالعِنَايَةِ وَالحِكْمَةِ وَالجَلاَلِ وَالجَمَالِ)، وَبِنَاءً عَلَى مُشَاهَدَاتِهِمْ وَكَشْفِيَّاتِهِمْ غَيْرِ ِالمَعْدُودَةِ الَّتِي تُنْبِئُ عَنْ آثَارِ الآخِرَةِ وَرَشَحَانِهَا. وَبِنَاءً عَلَى إِيمَانِهِمْ وَاعْتِقَادِهِمِ الْجَازِمِ الَّذِي هُوَ بِدَرَجَةِ عِلْمِ اليَقِينِ وَعَيْنِ اليَقِينِ. فَيَا قَدِيرُ، وَيَا حَكِيمُ، وَيَا رَحْمَنُ، وَيَا رَحِيمُ، وَيَا صَادِقَ الوَعْدِ الكَرِيمِ، وَيَا ذَا العِزَّةِ وَالعَظَمَةِ وَالجَلاَلِ، وَيَا قَهَّارُ ذُو الْجَلاَلِ، أَنْتَ مُقَدَّسٌ وَمُنَزَّهٌ، وَأَنْتَ مُتَعَالٍ عَنْ أَنْ تُوصِمَ بِالكَذِبِ كُلَّ أَوْلِيَائِكَ وَكُلَّ وُعُودِكَ وَصِفَاتِكَ الْجَلِيلَةِ وَشُؤُونِكَ المُقَدَّسَةِ، فَتُكَذِّبَهُمْ، أَوْ تَحْجُبَ مَا يَقْتَضِيهِ قَطْعاً سُلْطَانُ رُبُوبِيَّتِكَ بِعَدَمِ اسْتِجَابَتِكَ لِتِلْكَ الأَدْعِيَةِ الصَّادِرَةِ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ الَّذِينَ أَحْبَبْتَهُمْ وَأَحَبُّوكَ، وَحَبَّبُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَيْكَ بِالإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ وَالطَّاعَةِ، فَأَنْتَ مُنَزَّهٌ وَمُتَعَالٍ مُطْلَقٌ عَنْ أَنْ تُصَدِّقَ أَهْلَ الضَّلاَلَةِ وَالكُفْرِ فِي إِنْكَارِهِمُ الْحَشْرَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يَتَجَاوَزُونَ عَلَى عَظَمَتِكَ وَكِبْرِيَائِكَ بِكُفْرِهِمْ وَعِصْيَانِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ لَكَ وَلْوُعُودِكَ، وَالذِينَ يَسْتَخِفُّونَ بِعِزَّةِ جَلاَلِكَ وَعَظَمَةِ أُلُوهِيَّتِكَ وَرَأْفَةِ رُبُوبِيَّتِكَ. فَنَحْنُ نُقَدِّسُ -بِلاَ حَدٍّ وَلاَ نِهَايَةٍ- عَدَالَتَكَ وَجَمَالَكَ المُطْلَقَيْنِ، وَرَحْمَتَكَ الوَاسِعَةَ، وَنُنَزِّهُهَا مِنْ هَذَا الظُّلْمِ وَالقُبْحِ غَيْرِ المُتَنَاهِي. وَنَعْتَقِدُ وَنُؤْمِنُ بِكُلِّ مَا أُوتِينَا مِنْ قُوَّةٍ بِأَنَّ الآلاَفَ مِنَ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ الكِرَامِ، وَبِمَا لاَ يُعَدُّ وَلاَ يُحْصَى مِنَ الأَصْفِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ الَّذِينَ هُمُ المُنَادُونَ إِلَيْكَ، هُمْ شَاهِدُونَ بِحَقِّ اليَقِينِ وَعَيْنِ اليَقِينِ وَعِلْمِ اليَقِينِ عَلَى خَزَائِنِ رَحْمَتِكِ الأُخْرَوِيَّةِ وَكُنُوزِ إِحْسَانَاتِكَ فِي عَالَمِ البَقَاءِ، وَتَجَلِّيَاتِ أَسْمَائِكَ الْحُسْنَى الَّتِي تَنْكَشِفُ كُلِّياًّ فِي دَارِ السَّعَادَةِ. وَنُؤْمِنُ أَنَّ هَذِهِ الشَّهَادَةَ حَقٌّ وَحَقِيقَةٌ، وَأَنَّ إِشَارَاتِهِمْ صِدْقٌ وَوَاقِعٌ، وَأَنَّ بِشَارَاتِهِمْ صَادِقَةٌ وَوَاقِعَةٌ. فَهَؤُلاَءِ جَمِيعاً يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ هَذِهِ الْحَقِيقَةَ الكُبْرَى - أَيْ الْحَشْرَ - شُعَاعٌ عَظِيمٌ مِنِ اسْمِ (الحَقِّ) الَّذِي هُوَ مَرْجِعُ جَمِيعِ الْحَقَائِقِ وَشَمْسِهَا، فَيُرْشِدُونَ عِبَادَكَ - بِإِذْنٍ مِنَكَ- ضِمْنَ دَائِرَةِ الْحَقِّ، وَيُعَلِّمُونَهُمْ بِعَيْنِ الْحَقِيقَةِ. فَيَا رَبِّي، بِحَقِّ دُرُوسِ هَؤُلاَءِ، وَبِحُرْمَةِ إِرْشَادَاتِهِمْ، آتِنَا إِيمَاناً كَامِلاً، وَارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ، وَاجْعَلْنَا أَهْلاً لِشَفَاعَتِهِمْ
الكلمات - للنورسي1743 - إِلَهِي، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَتَقَرَّبْ إِلَيْكَ بِصَالِحِ الأَعْمَالِ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ تَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِلاَّ الإِشْرَاكَ بِكَ. أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَبْتَعِدْ عَمَّا نَهَيْتَ مِنْ سَيِّءِ الأَعْمَالِ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ مَا كَلَّفْتَنَا مِنَ التَّقْوَى إِلاَّ بِمَا نَسْتَطِيعُ. أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَعْبُدْكَ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلاَلِ وَجْهِكَ أَنْ يُعْبَدَ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ تُخْرِجُ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الإِيمَانِ. أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ نَفْسِي لَمْ تَصْفَ مِنْ كُدُورَتِهَا بِرَغْمِ تَعَرُّضِي لِنَفَحَاتِكَ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ خَلَقْتَنِي مِنَ الطِّينِ، وَأَنْبَتَّنِي مِنَ التُّرَابِ وَأَسْكَنْتَنِي فِي الأَرْضِ، وَامْتَحَنْتَنِي بِالشَّيْطَانِ. أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أَسْبَحُ فِي بَحْرٍ مُتَلاَطِمِ الأَمْوَاجِ لِأَصِلَ إِلَى شَاطِئِ أَمْنِكَ وَسَلاَمَتِكَ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ شَدَدْتَنِي فِي الْحَيَاةِ بِمَا يُبْطِئُ بِي فِي الوُصُولِ مِنْ زَوْجَةٍ وَوَلَدٍ، وَحَاجَةٍ وَمَرَضٍ، وَهُمُومٍ وَأَحْزَانٍ. أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي مُشَوَّقٌ إِلَى الغَوْصِ فِي بِحَارِ أَسْرَارِكَ، وَالتَّعَرُّضِ لِفُيُوضِ أَنْوَارِكَ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ خَلَقْتَ فِيَّ مَعَ نُورِ العَقْلِ ظُلْمَةَ الشَّهْوَةِ، وَمَعَ خُضُوعِ الْمَلاَئِكَةِ تَمَرُّدَ إِبْلِيسَ، وَمَعَ سُمُوِّ السَّمَاءِ هُبُوطَ الأَرْضِ، وَمَعَ صَفَاءِ الْخَيْرِ كُدُورَةَ الشَّرِّ، وَمَعَ نَارِ الْحُبِّ دُخَانَ الهَوَى. أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُرِيدُ الوُصُولَ إِلَيْكَ صَادِقًا مُنْكَسِرًا، وَأَنَا أَعْلَمُ إِنَّكَ تجتبي مَنْ تَشَاءُ، وتصطفي مَنْ تختار، بفضل مِنْكَ لاَ بأعمالهم، وبكرم مِنْكَ لاَ باستحقاقهم. إِلَهِي، هَذَا بعض مَا تعلمه مني، وبعض مَا أعلمه عَنْكَ، فَاجْعَلْ مَا عَلِمْتُهُ شَفِيعًا لِمَا عَلِمْتَهُ، وأوصلني إِلَى مَا تَعْلَمُهُ مِمَّا أُحَاوِلُ، عَلَى مَا أَعْلَمُهُ عِنْدِي مِنْ ضُعْفِ الوسائل، وَلاَ تجعل عِلْمَكَ بِي مُبْعِدًا لِي عَنْكَ، وَلاَ عِلْمِي بِكَ فَاتِنًا لِي عَنِ الوصول إِلَيْكَ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ، وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ، وَأَنْتَ الحكيم الوَهَّاب
هكذا علمتني الحياة، ج2 - للسباعي1744 - أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْمَعَ كَلِمَةَ العُلَمَاِء، وَكَلِمَةَ المُجَاهِدِينَ، وَكَلِمَةَ المُسْلِمِينَ جَمِيعًا، وَكَلِمَةَ الإِخْوَةِ فِي فِلِسْطِينَ، وَكَلِمَةَ الإِخْوَةِ فِي العِرَاقِ. نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الهُدَى، وَقُلُوبَهُمْ عَلَى التُّقَى، وَنُفُوسَهُمْ عَلَى الْمَحَبَّةِ، وَعَزَائِمَهُمْ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ، وَعَمَلِ الْخَيْرِ، وَنِيَّاتِهِمْ عَلَى الجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ يَوْمَنَا خَيْرًا مِنْ أَمْسِنَا، وَغَدَنَا خَيْرًا مِنْ يَوْمِنَا، وَأَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ. اللَّهُمَّ انْصُرْ إِخْوَتَنَا فِي فِلِسْطِينَ، وَانْصُرْ إِخْوَتَنَا فِي العِرَاقِ، وَانْصُرْ إِخْوَتَنَا المُجَاهِدِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ. وَفُكَّ أَسْرَ إِخْوَتِنَا المُعْتَقَلِينَ وَالأَسْرَى وَالمَسْجُونِينَ. اللَّهُمَّ افْكُكْ بِقُوَّتِكَ أَسْرَهُمْ، وَاجْبُرْ بِرَحَمْتِكَ كَسْرَهُمْ، وَتَوَلَّ بِعِنَايَتِكَ أَمْرَهُمْ، وَأَعِدْهُمْ إِلَى أَهْلِهِمْ وَذَوِيهِمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ. اللَّهُمَّ أَيِّدِ المُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِكَ. اللَّهُمَّ أَيِّدْهُمْ بِرُوحٍ مِنْ عِنْدِكَ، وَأَمِدَّهُمْ بِمَلَإٍ مِنْ جُنْدِكَ، وَاحْرُسْهُمْ بِعَيْنِكَ الَّتِي لاَ تَنَامُ، وَاكْلَأْهُمْ فِي كَنَفِكَ الَّذِي لاَ يُضَامُ. اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالصَّهَايِنَةِ الغَاصِبِينَ الظَّالِمِينَ. اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَعْوَانِهِمْ وَحُلَفَائِهِمْ مِنَ الصَّلِيبِيِّينَ الكَائِدِينَ الْحَاقِدِينَ. اللَّهُمَّ رُدَّ عَنَّا كَيْدَهُمْ، وَفُلَّ حَدَّهُمْ، وَأَزِلْ دَوْلَتَهُمْ، وَأَذْهِبْ عَنْ أَرْضِكَ سُلْطَانَهُمْ، وَلاَ تَدَعْ لَهُمْ سَبِيلاً عَلَى أَحَدٍ مِنْ عِبَادِكَ المُؤْمِنِينَ. اللَّهُمَّ رُدَّ عَنَّا كَيْدَهُمْ، وَفُلَّ حَدَّهُمْ، وَأَزِلْ دَوْلَتَهُمْ، وَأَذْهِبْ عَنْ أَرْضِكَ سُلْطَانَهُمْ، وَلاَ تَدَعْ لَهُمْ سَبِيلاً عَلَى أَحَدٍ مِنْ عِبَادِكَ المُؤْمِنِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ. اللَّهُمَّ يَا مُنْزِلَ الكِتَابِ، وَيَا مُجْرِيَ السَّحَابِ، وَيَا هَازِمَ الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا، وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ، وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا. رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
موقع القرضاوي على الإنترنت1745 - اللَّهُمَّ لاَ تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْحَبِيبِ. قَرِّبْنَا مَعَ أَهْلِ التَّقْرِيبِ. اجْعَلْ لَنَا وَلِهَؤُلاَءِ وَلِأَهْلِ الْجَمْعِ نَصِيبًا. اسْلُكْ بِنَا عَلَى مِنْهَاجِهِ، ضَعْ فِي قُلُوبِنَا أَنْوَارَ سِرَاجِهِ، لاَ يَنْصَرِفُونَ مِنْ عَرَفَةٍ إِلاَّ بِمَعْرِفَةٍ، لاَ يَنْصَرِفُونَ مِنْ عَرَفَةٍ إِلاَّ بِإِقْبَالٍ، إِلاَّ بِتَوَجُّهٍ صَادِقٍ. احْفَظْ يَا رَبِّ مَا بَقِيَ مِنْ أَعْمَارِنَا عَلَى كَمَالِ الوَلاَءِ، عَلَى كَمَالِ الصَّفَاءِ، عَلَى كَمَالِ النَّقَاءِ، عَلَى كَمَالِ الْهُدَى، عَلَى كَمَالِ التَّقْوَى، عَلَى كَمَالِ الإِنَابَةِ، عَلَى كَمَالِ الْخَشْيَةِ، عَلَى كَمَالِ التَّوْفِيقِ، حَتَّى يَكُونَ كُلُّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ أَعْمَارِنَا خَيْرًا مِنَ اليَوْمِ الَّذِي قَبْلَهُ، وَأَحْسَنَ مِنَ اليَوْمِ الَّذِي قَبْلَهُ، وَأَشْرَفَ مِنَ اليَوْمِ الَّذِي قَبْلَهُ، حَتَّى يَأْتِيَنَا يَوْمُ لِقَاكَ عَلَى أَحْسَنِ حَالٍ، حَتَّى تَأْتِيَنَا سَاعَةُ الوَفَاةِ عَلَى أَطْيَبِ انْتِقَالٍ، لِنَنْتَقِلَ مَمْلُوئِينَ بِالإِيمَانِ، مَمْلُوئِينَ بِالإِيقَانِ، مَمْلُوئِينَ يَنْطِقُ لِسَانُ الْحَالِ مِنَّا (غَدًا نَلْقَى الأَحِبَّهْ، مُحَمَّدًا وَحِزْبَهْ). اللَّهُمَّ أَدْخِلْنَا فِي حِمَاهُ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ مَاهُ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ تَضَرُّعَنَا وَابْتِهَالَنَا. أَمَا وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِكَ مَا أَصْغَتِ الأَسْمَاعُ حَتَّى صَدَقَتْ، وَلاَ أَسْبَلَتِ العُيُونُ وَاكِبَ العَبَرَاتِ حَتَّى أَشْفَقَتْ، وَلاَ عَجَّتِ الأَصْوَاتُ إِلَيْكَ بِالدُّعَاءِ حَتَّى خَشَعَتْ، وَلاَ تَحَرَّكَتِ الأَلْسُنُ نَاطِقَةً بِاسْتِغْفَارِهَا حَتَّى نَدِمَتْ عَلَى مَا كَانَ مِنْ زَلَلِهَا وَعِثَارِهَا. فَيَا رَبِّ اكْفِنَا شَرَّ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ. هَذِهِ صَحَائِفُ سُطِّرَتْ فِيهَا مِنْ مَخَازِينَا الكَثِيرُ، فِيهَا مِنْ مَعَايِبِنَا الكَثِيرُ، فِيهَا الكَثِيرُ مِنَ التَّقْصِيرِ، بَارَزْنَاكَ بِالْمُخَالَفَةِ، اخْتَفَيْنَا عَنْ أَعْيُنِ الْخَلْقُ، وَلَمْ نَسْتَحِ مِنْكَ. سُطِّرَتْ عَلَيْنَا فِي الكُتُبِ، وَدُوِّنَتْ عَلَيْنَا فِي الصُّحُفِ، وَيَا سَوْءَتَاهُ إِنْ بَقِيَتْ حَتَّى نَلْقَاكَ. وَا فَضِيحَتَاهُ إنْ بَقِيَتْ إِلَى يَوْمِ لِقَاكَ. لاَ تَدَعْ سَيِّئَةً إِلاَّ مَحَوْتَهَا. يَا رَبِّ انْظُرْ إِلَى جَمِيعِ صَحَائِفِنَا، انْظُرْ إِلَى جَمِيعِ دَوَاوِينِنَا، فِي هَذِهِ العَشِيَّةِ، وَلاَتَدَعْ زَلَّةً إِلاَّ مَحَوْتَهَا، لاَ تَدَعْ سَيِّئَةً إِلاَّ مَحَوْتَهَا، لاَ تَدَعْ خَطِيئَةً إِلاَّ مَحَوْتَهَا، لاَ تَدَعْ تَبِعَةً إِلاَّ تَحَمَّلْتَهَا، وَبَدَّلْتَ الْجَمِيعَ حَسَنَاتٍ تَامَّاتٍ مَوْصُولاَتٍ، حَتَّى لاَ يَتَعَلَّقَ فِي رَقَبَتِنَا قَرِيبٌ أَوْ بَعِيدٌ يُطَالِبُنَا حَقَّهُ فِي يَوْمِ الوَعِيدِ، فَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُرْضِيهِمْ بِهِ. أَرْضِهِمْ عَنَّا يَا مَوْلاَنَا، اغْفِرْ مَا مَضَى وَاحْفَظْنَا فِي مَا بَقِيَ حَتَّى لاَ تَسْوَدَّ هَذِهِ الوُجُوهُ {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}
موقع عمر بن حفيظ على الإنترنت