1276 - اللَّهُمَّ إِنَّا نَحْمَدُكَ عَلَى مَا عَلَّمْتَ مِنَ البَيَانِ، وَأَلْهَمْتَ مِنَ التِّبْيَانِ. كَمَا نَحْمَدُكَ عَلَى مَا أَسْبَغْتَ مِنَ العَطَاءِ، وَأَسْبَلْتَ مِنَ الغِطَاءِ. وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شِرَّةِ اللَّسَنِ وَفُضُولِ الْهَذَرِ. كَمَا نَعُوذُ بِكَ مِنْ مَعَرَّةِ اللَّكْنِ وَفُضُوحِ الْحَصْرِ. وَنَسْتَكْفِي بِكَ الافْتِتَانَ بِإِطْرَاءِ الْمَادِحِ وَإِغْضَاءِ الْمُسَامِحِ. كَمَا نَسْتَكْفِي بِكَ الانْتِصَابَ لِإِزْرَاءِ القَادِحِ وَهَتْكِ الفَاضِحِ. وَنَسْتَغْفِرُكَ مِنْ سَوْقِ الشَّهَوَاتِ إِلَى سُوقِ الشُّبُهَاتِ. كَمَا نَسْتَغْفِرُكَ مِنْ نَقْلِ الْخُطُوَاتِ إِلَى خُطَطِ الْخَطِيئَاتِ. وَنَسْتَوْهِبُ مِنْكَ تَوْفِيقًا قَائِدًا إِلَى الرُّشْدِ، وَقَلْبًا مُتَقَلِّبًا مَعَ الْحَقِّ، وَلِسَانًا مُتَحَلِّيًا بِالصِّدْقِ، وَنُطْقًا مُؤَيَّدًا بِالْحُجَّةِ، وَإِصَابَةً ذَائِدَةً عَنِ الزَّيْغِ، وَعَزِيمَةً قَاهِرَةً هَوَى النَّفْسِ، وَبَصِيرَةً نُدْرِكُ بِهَا عِرْفَانَ القَدَرِ، وَأَنْ تُسْعِدَنَا بِالْهِدَايَةِ إِلَى الدِّرَايَةِ، وَتَعْضُدَنَا بِالإِعَانَةِ عَلَى الإِبَانَةِ، وَتَعْصِمَنَا مِنَ الغِوَايَةِ فِي الرِّوَايَةِ، وَتَصْرِفَنَا عَنِ السَّفَاهَةِ فِي الفُكَاهَةِ حَتَّى تَأْمَنَ حَصَائِدُ الأَلْسِنَةِ وَنُكْفَى غَوَائِلَ الزَّخْرَفَةِ، فَلاَ نَرِدَ مَوْرِدَ مَأْثَمَةٍ، وَلاَ نَقِفَ مَوْقِفَ مَنْدَمَةٍ، وَلاَ نُرْهَقَ بِتَبِعَةٍ وَلاَ مَعْتَبَةٍ، وَلاَ نَلْجَأَ إِلَى مَعْذِرَةٍ عَنْ بَادِرَةٍ. اللَّهُمَّ فَحَقِّقْ لَنَا هَذِهِ الْمُنْيَةَ، وَأَنِلْنَا هَذِهِ البُغْيَةَ وَلاَ تُضْحِنَا عَنْ ظِلِّكَ السَّابِغِ، وَلاَ تَجْعَلْنَا مُضْغَةً لِلْمَاضِغِ، فَقَدْ مَدَدْنَا إِلَيْكَ يَدَ الْمَسْأَلَةِ، وَبَخَعْنَا بِالاسْتِكَانَةِ لَكَ وَالْمَسْكَنَةِ، وَاسْتَنْزَلْنَا كَرَمَكَ الْجَمَّ وَفَضْلَكَ الَّذِي عَمَّ بِضَرَاعَةِ الطَّلَبِ وَبِضَاعَةِ الأَمَلِ، بِالتَّوَسُّلِ بِمُحَمَّدٍ سَيِّدِ البَشَرِ، وَالشَّفِيعِ الْمُشَفَّعِ فِي الْمَحْشَرِ، الَّذِي خَتَمْتَ بِهِ النَّبِيِّينَ، وَأَعْلَيْتَ دَرَجَتَهُ فِي عِلِّيِّينَ، وَوَصَفْتَهُ فِي كِتَابِكَ الْمُبِينِ، فَقُلْتَ وَأَنْتَ أَصْدَقُ القَائِلِينَ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الْهَادِينَ، وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ شَادُوا الدِّينَ، وَاجْعَلْنَا لْهَدْيِهِ وَهَدْيِهِمْ مُتَّبِعِينَ، وَانْفَعْنَا بِمَحَبَّتِهِ وَمَحَبَّتِهِمْ أَجْمَعِينَ. إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وِبِالإِجَابَةِ جَدِيرٌ
مقامات الحريري1277 - أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى نِعَمِهِ الَّتِي لاَ يَقُومُ بِشُكْرِهَا لِسَانٌ، وَلاَ يُؤَدِّي وَاجِبَ حَقِّهَا إِنْسَانٌ يَجْلِبُ إِلَى الْحَامِدِ أَنْوَاعَ الإِحْسَانِ، وَيَسُوقُ إِلَى الشَّاكِرِ رَكَائِبَ الْخَيْرَاتِ الْحِسَانِ
نهاية الأرب فِي فنون الأدب - للنويري1278 - أَسْأَلُكَ بِسُبُحَاتِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ
أساس البلاغة - للزمخشري