716 - الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ الْإِنْسَ وَالْجِنَّ لِيُكَلِّفَهُمْ أَنْ يُوَحِّدُوهُ وَيَعْبُدُوهُ، وَيُقَدِّسُوهُ وَيُمَجِّدُوهُ وَيَشْكُرُوهُ وَلَا يَكْفُرُوهُ، وَيُطِيعُوهُ وَلَا يَعْصُوهُ، وَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُعَزِّرُوهُ وَيُوَقِّرُوهُ وَيُطِيعُوهُ وَيَنْصُرُوهُ، فَأَمَرَهُمْ عَلَى لِسَانِهِ بِكُلِّ بِرٍّ وَإِحْسَانٍ، وَزَجَرَهُمْ عَلَى لِسَانِهِ عَنْ كُلِّ إثْمٍ وَطُغْيَانٍ، وَكَذَلِكَ أَمَرَهُمْ بِالْمُعَاوَنَةِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَنَهَاهُمْ عَنْ الْمُعَاوَنَةِ عَلَى الْإِثْمِ وَالطَّغْوَى، وَحَثَّهُمْ عَلَى الِاقْتِدَاءِ وَالِاتِّبَاعِ، كَمَا زَجَرَهُمْ عَنْ الِاخْتِلَافِ وَالِابْتِدَاعِ
مقدمة كتاب (قواعد الأحكام في مصالح الأنام)- لابن عبد السلام717 - الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ كَمَا أَرَادَ، وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الِحِكْمَةَ وَالسَّدَادَ. ابْتَدَعَهُمْ بِقُدْرَتِهِ ابْتِدَاعًا، وَاخْتَرَعَهُمْ عَلَى مَشِيئَتِهِ اخْتِرَاعًا، فَأَغْنَى بِفَضْلِهِ كُلَّ صَغِيرٍ، وَأَقْنَى بِمَنِّهِ كُلَّ كَبِيرٍ. وَمِنْ أَجَلِّ مَوَاهِبِهِ وَأَجْمَلِ صَنَائِعِهِ هَذَا العَقْلُ الَّذِي يُدْرَكُ بِهِ سَعَادَةَ الأَبَدِ، وَيُنْقَذُ مِنَ الشَّقَاوَةِ كُلُّ أَحَدٍ. فَطُوبَى لِمَنْ عَزَّ بِأَعْمَالِهِ، وَبُؤْسَى لِمَنْ ذَلَّ بِإِهْمَالِهِ. ثُمَّ لَمْ يَرْضَ سُبْحَانَهُ بِذَلِكَ لِرَأْفَتِهِ بِالْمُكَلَّفِينَ حَتَّى أَمَدَّ عُقُولَهُمْ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ وَإِنْزَالِ الكُتُبِ، وَأَكَّدَ بِالإِلْطَافِ الْحُجَّةَ، وَأَوْضَحَ بِالشَّرَائِعِ الْمَحَجَّةَ. فَلَهُ الْحَمْدُ دَائِبًا، وَلَهُ الشُّكْرُ وَاصِبًا، بِكُلِّ مَا حَمِدَهُ بِهِ أَكْرَمُ خَلاَئِقِهِ عَلَيْهِ، وَأَرْضَى حَامِدِيهِ لَدَيْهِ، فَقَدْ أَكْمَلَ لَنَا دِينَهُ، وَأَتَمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَهُ، وَرَضِيَ لَنَا الإِسْلاَمَ دِينًا
من مقدمة (فقه القرآن) - للراوندي718 - الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ كَمَا شَاءَ لِمَا شَاءَ، وَاخْتَارَ مِنَ الْخَلِقْ لِرِسَالَتِهِ وَالدُّعَاءِ لِمَعْرِفَتِهِ وَالتَّمَسُّكِ بِطَاعَتِهِ مَنْ شَاءَ، وَهَدَى إِلَى إِجَابَةِ دَعْوَتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعْصِيَتِهِ بِمَا أَقَامَ مِنَ البَيِّنَاتِ وَأَظْهَرَ مِنَ الآيَاتِ مَنْ شَاءَ، وَوَعَدَ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ مَا أَعَدَّ لَهُمْ فِي الْجَنَّةِ مِنَ الثَّوَابِ كَمَا شَاءَ، وَأَوْعَدَ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ بِمَا أَعْتَدَ لَهُمْ مِنَ النَّارِ فِي العِقَابِ كَيْفَ شَاءَ. لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ
الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد - للبيهقي719 - الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ. الْعَالِمِ بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ وَمَا سَيَكُونُ ،الَّذِي إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ: كُنْ فَيَكُونُ، الَّذِي يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ، وَهُوَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، الَّذِي دَلَّ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ فِي إِلَهِيَّتِهِ أَجْنَاسُ الآيَاتِ، وَأَبَانَ عِلْمُهُ لِخَلِيقَتِهِ مَا فِيهَا مِنْ إِحْكَامِ الْمَخْلُوقَاتِ، وَأَظْهَرَ قُدْرَتَهُ عَلَى بَرِيَّتِهِ مَا أَبْدَعَهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمُحْدَثَاتِ، وَأَرْشَدَ إِلَى فِعْلِهِ بِسُنَّتِهِ تَنَوُّعُ الأَحْوَالِ الْمُخْتَلِفَاتِ، وَأَهْدَى بِرَحْمَتِهِ لِعِبَادِهِ نِعَمَهَ الَّتِي لاَ يُحْصِيهَا إِلاَّ رَبُّ السَّمَوَاتِ، وَأَعْلَمَ بِحِكْمَتِهِ البَالِغَةِ دَلاَئِلَ حَمْدِهِ وَثَنَائِهِ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ مِنْ جَمِيعِ الْحَالاَتِ، لاَ يُحْصِي العِبَادُ ثَنَاءً عَلَيْهِ، بَلْ هُوَ كَمَا أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ لِمَا لَهُ مِنَ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، وَهُوَ الْمَنْعُوتُ بِنُعُوتِ الكَمَالِ وَصِفَاتِ الْجَلاَلِ الَّتِي لاَ يُمَاثِلُهُ فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ، وَهُوَ القُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُتَنَزِّهُ أَنْ يُمَاثِلَهُ شَيْءٌ فِي نُعُوتِ الكَمَالِ، أَوْ يَلْحَقَهُ شَيْءٌ مِنَ الآفَاتِ، فَسُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا، الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا
مقدمة كتاب (مجموع فتاوي ابن تيمية)720 - الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ خَلْقَهُ أَطْوَارًا، وَصَرَّفَهُمْ فِي أَطْوَارِ التَّخْلِيقِ كَيْف شَاءَ عِزَّةً وَاقْتِدَارًا، وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ إلَى الْمُكَلَّفِينَ إعْذَارًا مِنْهُ وَإِنْذَارًا، فَأَتَمَّ بِهِمْ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ سَبِيلَهُمْ نِعْمَتَهُ السَّابِغَةَ، وَأَقَامَ بِهِمْ عَلَى مَنْ خَالَفَ مَنَاهِجَهُمْ حُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ، فَنَصَبَ الدَّلِيلَ، وَأَنَارَ السَّبِيلَ، وَأَزَاحَ الْعِلَلَ، وَقَطَعَ الْمَعَاذِيرَ، وَأَقَامَ الْحُجَّةَ، وَأَوْضَحَ الْمُحَجَّةَ، وَقَالَ: {هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} وَهَؤُلَاءِ رُسُلِي {مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}، فَعَمَّهُمْ بِالدَّعْوَةِ عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ حُجَّةً مِنْهُ وَعَدْلًا، وَخَصَّ بِالْهِدَايَةِ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ نِعْمَةً وَفَضْلًا، فَقِيلَ: نِعْمَةُ الْهِدَايَةِ مَنْ سَبَقَتْ لَهُ سَابِقَةُ السَّعَادَةِ وَتَلَقَّاهَا بِالْيَمِينِ، وَقَالَ: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمَتْ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدِيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِك فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}، وَرَدَّهَا مَنْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الشَّقَاوَةُ وَلَمْ يَرْفَعْ بِهَا رَأْسًا بَيْنَ الْعَالَمِينَ، فَهَذَا فَضْلُهُ وَعَطَاؤُهُ {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} وَلَا فَضْلُهُ بِمَمْنُونٍ، وَهَذَا عَدْلُهُ وَقَضَاؤُهُ فَلَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ
مقدمة كتاب (إعلام الموقعين عن رب العالمين) - لابن القيم