671 - إِلَهِي، عَرِّفْنِي عُيُوبَ نَفْسِي وَافْضَحْهَا عِنْدِي. أَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ فِي التَّوْفِيقِ لِلتَّنَزُّهِ عَنْهَا، وَأَبْتَهِلُ إِلَيْكَ بَيْن يَدَيْكَ خَاضِعًا ذَلِيلاً فِي أَنْ تَغْسِلَنِي مِنْهَا، وَاجْعَلْنِي مِنْ عِبَادِكَ الَّذِينَ شَهِدَتْ أَبْدَانُهُمْ، وَغَابَتْ قُلُوبُهُمْ تَجُولُ فِي مَلَكُوتِكَ، وَتَتَفَكَّرُ فِي عَجَائِبِ صُنْعِكَ، تَرْجِعُ بِفَوَائِدِ مَعْرِفَتِكَ، وَعَوَائِدِ إِحْسَانِكَ، قَدْ أَلْبَسْتَهُمْ خِلَعَ مَحَبَّتِكَ، وَخَلَعْتَ عَنْهُمْ لِبَاسَ التَّزَيُّدِ لِغَيْرِكَ
حلية الأولياء - لأبي نعيم672 - إِلَهِي، كَمْ مِنْ عَدُوٍّ شَحَذَ لِي ظُبَّةَ مُدْيَتِهِ، وَأَرْهَفَ لِي شَبَا حَدِّهِ، وَدَافَ لِي قَوَاتِلَ سُمُومِهِ، وَلَمْ تَنَمْ عَنِّي عَيْنُ حِرَاسَتِهِ، فَلَمَّا رَأَيْتَ ضُعْفِي عَنِ احْتِمَالِ الفَوَادِحِ، وَعَجْزِي عَنْ مُلِمَّاتِ الْجَوَائِحِ، صَرَفْتَ ذَلِكَ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، لاَ بِحَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ، فَأَلْقَيْتَهُ فِي الْحَفِيرِ الَّذِي احْتَفَرَهُ لِي، خَائِبًا مِمَّا أَمَّلَهُ فِي الدُّنْيَا، مُتَبَاعِدًا مِمَّا رَجَاهُ فِي الآخِرَةِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ذَلِكَ قَدْرَ اسْتِحْقَاقِكَ، سَيِّدِي. اللَّهُمَّ فَخُذْهُ بِعِزَّتِكَ -يقصد أَحَدَ أعدائه-، وَافْلُلْ حَدَّهُ عَنِّي بِقُدْرَتِكَ، وَاجْعَلْ لَهُ شُغْلاً فِيمَا يَلِيهِ، وَعَجْزًا عَمَّا يُنَاوِيهِ. اللَّهُمَّ وَأَعِدْنِي عَلَيْهِ عَدْوَى حَاضِرَةً تَكُونُ مِنْ غَيْظِي شِفَاءً، وَمِنْ حَنَقِي عَلَيْهِ وَفَاءً، وَصِلِ اللَّهُمَّ دُعَائِي بِالإِجَابَةِ، وَانْظِمْ شِكَايَتِي بِالتَّغْيِيرِ، وَعَرِّفْهُ عَمَّا قَلِيلٍ مَا أَوْعَدْتَ الظَّالِمِينَ، وَعَرِّفْنِي مَا وَعَدْتَ فِي إِجَابَةِ الْمُضْطَرِّينَ، إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ، وَالمَنِّ الكَرِيمِ
موقع الكاظم على الإنترنت673 - إِلَهِي، كَيْفَ أَسْتَرْزِقُ مَنْ لاَ يَرْزُقُنِي إِلاَّ مِنْ فَضْلِكَ؟ أَمْ كَيْفَ أُسْخِطُكَ فِي رِضَى مَنْ لاَ يَقْدِرُ عَلَى ضُرِّي إِلاَّ بِتَمْكِينِكَ. فَيَا مَنْ أَسْأَلُهُ إِينَاسًا بِهِ وَإِيحَاشًا مِنْ خَلْقِهِ، وَيَا مَنْ إِلَيْهِ الْتِجَائِي فِي شِدَّتِي وَرَجَائِي، ارْحَمْ غُرْبَتِي، وَهَبْ لِي مِنَ الْمَعْرِفَةِ مَا أَزْدَادُ بِهِ يَقِينًا، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ طَرْفَةَ عَيْنٍ
حلية الأولياء - لأبي نعيم674 - إِلَهِي، لاَ تَتْرُكْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَقْصَى مُرَادِكَ حِجَابًا إِلاَّ هَتَكْتَهُ، وَلاَ حَاجِزًا إِلاَّ رَفَعْتَهُ، وَلاَ وَعْرًا إِلاَّ سَهَّلْتَهُ، وَلاَ بَابًا إِلاَّ فَتَحْتَهُ، حَتَّى تُقِيمَ قَلْبِي بَيْنَ ضِيَاءِ مَعْرِفَتِكَ، وَتُذِيقَنِي طَعْمَ مَحَبَّتِكَ، وَتُبْرِدَ بِالرِّضَى مِنْكَ فُؤَادِي وَجَمِيعَ أَحْوَالِي، حَتَّى لاَ أَخْتَارَ غَيْرَ مَا تَخْتَارُهُ، وَتَجْعَلَ لِي مَقَامًا بَيْنَ مَقَامَاتِ أَهْلِ وَلاَيَتِكَ
حلية الأولياء - لأبي نعيم675 - إِلَهِي، لاَ تُعَذِّبْ نَفْسًا قَدْ عَذَّبَهَا الْخَوْفُ مِنْكَ، وَلاَ تُخْرِسْ لِسَانًا كَلُّ مَا يَرْوِي عَنْكَ، وَلاَ تُقْذِ بَصَرًا طَالَمَا يَبْكِي لَكَ، وَلاَ تُخَيِّبْ رَجَاءً هُوَ مَنُوطُ بِكَ. إِلَهِي، ضَعْ فِي ضُعْفِي قُوَّةً مِنْ مَنِّكَ، وَدَعْ فِي كَفِّي كِفًى عَنْ غَيْرِكَ. ارْحَمْ عَبْرَةً تَتَرَقْرَقُ عَلَى مَا فَاتَهَا مِنْكَ. بَرِّدْ كَبِدًا تَحْتَرِقُ عَلَى بُعْدِهَا عَنْكَ
المدهش - لابن الجوزي